Dr Smart Team

الاكتئاب والمزاج المنخفض

فهم الاكتئاب: تحديد العلامات والحصول على المساعدة

جميعنا نواجه أوقاتاً صعبة في الحياة – انفصال، فقدان شخص عزيز، أو فشل شخصي – ومن الطبيعي أن نشعر بالحزن أو الكآبة خلال مثل هذه اللحظات. لكن كيف نعرف متى تتحول هذه المشاعر من الحزن الطبيعي إلى شيء أكثر خطورة، مثل الاكتئاب؟

الاكتئاب حالة منتشرة تؤثر على الأفراد من جميع الأعمار. في الواقع، تقريباً 1 من كل 3 أشخاص سيعاني من نوبة اكتئاب في مرحلة ما من حياتهم. ومع ذلك، كثيرون يعانون في صمت لأنه غالباً ما يكون غير مُتعرف عليه أو غير مُعالج. دعونا نتعمق أكثر في فهم الاكتئاب، كيفية اكتشاف علاماته، وما يمكننا فعله لمساعدة أنفسنا أو من حولنا.

النقاط الرئيسية

مقارنة بالحزن الطبيعي، يتضمن الاكتئاب مشاعر مطولة وشديدة من المزاج المنخفض واليأس وأعراض أخرى تستمر لفترة طويلة.

يُظهر الاكتئاب مجموعة من الأعراض، بما في ذلك المزاج المنخفض المستمر ومشاعر اليأس وانخفاض تقدير الذات ومستويات الطاقة المنخفضة واضطرابات في النوم والشهية. يمكن أن يؤثر على الأفراد من جميع الأعمار والخلفيات.

الأسئلة البسيطة، مثل تلك الموجودة في استبيان PHQ-2، يمكن أن تساعد في تحديد الأشخاص الذين قد يعانون من الاكتئاب. يجب أن يكون مقدمو الرعاية الصحية وأفراد الأسرة قادرين على التعرف على هذه العلامات والحصول على المساعدة المناسبة.

في الاكتئاب الشديد، قد تراود الأشخاص أفكار إيذاء النفس أو حتى الانتحار. من المهم معالجة هذا الأمر بشكل عاجل وتقديم الدعم العاطفي والمساعدة المهنية الفورية. المساعدة في الوقت المناسب يمكن أن تنقذ الحياة.

علاج الاكتئاب يتضمن مزيجاً من الأدوية والإرشاد وتعديلات نمط الحياة. بينما قد تتحسن بعض النوبات بشكل طبيعي، يُنصح بطلب المساعدة المهنية والعلاج.

ما الفرق بين الحزن الطبيعي والاكتئاب؟

الحزن استجابة طبيعية للفقدان، وبينما يمكن أن يجلب مشاعر الحزن والفراغ، فهو عادة قصير المدى. مع مرور الوقت، معظمنا يتعافى من الحزن، مستخدماً التجربة للنمو.

الاكتئاب، مع ذلك، مختلف. غالباً ما يبدأ مثل الحزن لكنه يصبح بعد ذلك ساحقاً وطويل الأمد، يتداخل مع الحياة اليومية. على عكس الحزن الطبيعي، يأتي الاكتئاب مع إحساس عميق باليأس وانخفاض تقدير الذات وحزن شديد يمكن أن يبدو مستحيل التغلب عليه.

التغييرات في كيمياء الدماغ، مثل انخفاض بعض النواقل العصبية، تجعل من الصعب أكثر رفع المزاج المنخفض بدون علاج. إذا تُرك بدون علاج، يمكن أن يستمر الاكتئاب ويزداد سوءاً مع مرور الوقت.

التعرف على أعراض الاكتئاب

الاكتئاب يؤثر على الجميع بشكل مختلف. الأعراض الشائعة تشمل:
المزاج المنخفض المستمر معظم أيام الأسبوع. –
مشاعر اليأس والعجز. –
الطاقة المنخفضة وقلة الدافعية وصعوبة التركيز. –
اضطرابات النوم (النوم المفرط أو الأرق) وتغييرات الشهية (تناول طعام كثير جداً أو قليل جداً). –
فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجلب الفرح في السابق. –

إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، فقد حان الوقت لطلب المساعدة المهنية. أدوات فحص PHQ-2 يمكن أن تساعد في تحديد الاكتئاب، مع سؤالين رئيسيين:
خلال الأسبوعين الماضيين، كم مرة شعرت بالحزن أو الاكتئاب أو اليأس؟ –
كم مرة كان لديك اهتمام قليل أو متعة في فعل الأشياء التي كنت تستمتع بها من قبل؟ –

نتيجة 3 أو أكثر غالباً ما تشير إلى الحاجة لتقييم إضافي.

ماذا يمكنك أن تفعل إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما يعاني من الاكتئاب؟

إذا أظهر أحد أفراد الأسرة أو صديق علامات الاكتئاب، تواصل معه. تعامل مع المحادثة بحذر وتعاطف، تأكد من:

الاستماع دون إصدار أحكام. –
تقليل الوصمة: أخبرهم أن الاكتئاب حالة طبية، وليس ضعفاً شخصياً. –
تشجيع المساعدة المهنية: اقترح العلاج أو الإرشاد واعرض مساعدتهم في العثور على الدعم. –

الأفكار الانتحارية مصدر قلق خطير. إذا كنت تشك في أن شخصاً ما لديه أفكار لإيذاء النفس، تصرف فوراً من خلال تقديم الدعم العاطفي وتوجيهه إلى المهنيين الذين يمكنهم المساعدة بشكل عاجل.

كيف يُعالج الاكتئاب؟ هل يختفي من تلقاء نفسه؟

بينما قد تتحسن بعض نوبات الاكتئاب من تلقاء نفسها، العلاج غالباً ما يكون ضرورياً، خاصة إذا تداخلت الأعراض مع الحياة اليومية. العلاجات الشائعة تشمل:

الأدوية: مضادات الاكتئاب تنظم المواد الكيميائية في الدماغ وتحسن المزاج. –
العلاج النفسي: العلاج بالكلام (مثل العلاج السلوكي المعرفي) يساعد الأشخاص على فهم وإعادة تأطير أفكارهم وسلوكياتهم السلبية. –
تغييرات نمط الحياة: التمارين والدعم الاجتماعي وعادات النوم الصحية يمكن أن تساعد جميعها. –

أدوية الاكتئاب عادة ما تستغرق 6 أسابيع للوصول إلى التأثير الكامل، ويجب ألا تتوقف عن تناولها فجأة بدون استشارة طبيبك.

أسئلة لتسألها لطبيبك

ما التشخيص المحدد لحالتي؟ هل يمكنك شرحه بوضوح؟ –
ما خيارات العلاج المتاحة؟ –
هل يجب أن أجري أي تغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي أو التمارين، لتكمل علاجي؟ –
ما الآثار الجانبية التي قد أتوقعها من الأدوية الموصوفة؟ –
كم ستستمر فترة علاجي؟ –
هل هناك أي أنشطة أو عادات محددة يجب أن أتجنبها أثناء العلاج؟ –
هل أحتاج إلى أي فحوصات أو كشوفات روتينية كجزء من رعايتي المستمرة؟ –
من يمكنني الاتصال به في حالة الحاجة العاجلة؟ –

حقيقة رائعة!

هل تعلم أن التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد في الوقاية من الاكتئاب وعلاجه؟ الأمر لا يتعلق فقط بالصحة البدنية – التمارين تعزز المزاج ويمكن أن تمنع النوبات المستقبلية. حاول أن تهدف إلى 30 دقيقة من التمارين، 4-5 مرات في الأسبوع. سواء كانت مشية سريعة أو جري أو ركوب الدراجات أو السباحة – البقاء نشطاً هو مفتاح الصحة النفسية الجيدة.

الخبراء الضيوف

Dr. Muhammad Ahsan Zafar, MD, MSc

Pulmonary & Critical Care University of Cincinnati, USA

Dr. Eric Warm, MD

Internal Medicine, University of Cincinnati, USA