Dr Smart Team

Smoking & the challenge of quitting

لماذا الإقلاعُ عن التدخين صعبٌ جدًا؟ وكيف يمكِنُكَ تحقيقُه؟

يُعَدُّ تدخينُ التبغِ واحدًا من أكثرِ العادات إدمانًا. غالبًا ما يُبدأُ التدخينُ بدافع الفضول أو تأثُّرًا بالأصدقاء، ولكنه يتحوَّلُ بسرعةٍ إلى عادةٍ يصعُبُ التخلِّي عنها. الإدمانُ على النيكوتين يجعلُ الإقلاعَ عنِ التدخينِ مهمةٌ صعبةً للكثيرين. ولكنْ، الإقلاعُ عن التدخين يجلبُ فوائدَ صحيةً فوريةً، ويجبُ أنْ تعلمَ أنه لم يَفُتِ الأوانُ عن الإقلاعِ عن التدخين مهما كانَ عمرُكَ!

دعونا نتعرَّفْ على سببِ صعوبةِ الإقلاعِ عن التدخين، وما هي التغييراتُ الإيجابيةُ التي تحصلُ للجسم عندَ الإقلاعِ عن التدخين، وما هي الاستراتيجياتُ الفعَّالةُ للإقلاعِ عن التدخين.

نقاطٌ رئيسية

يبدأُ الأشخاصُ بالتدخين عادةً بدافعِ الفضولِ أو التأثيرِ الاجتماعيِّ بالبيئة أو الأصدقاء، وسرعانَ ما يتحوَّلُ إلى عادةٍ من الصعبِ التخلُّصُ منها بسببِ الإدمانِ على النيكوتين.
عندما يقومُ شخصٌ بالتدخين، يُفرِزُ الدماغُ مادةَ الدوبامين التي تجعلُ الدماغَ يُغمَرُ بالسعادة، ولكنَّ هذا الشعورَ سرعانَ ما يتلاشى، مما يدفعُ الشخصَ إلى الرغبةِ بالتدخينِ مجددًا، مرارًا وتكرارًا.
عند التوقُّفِ عن التدخين، قد يشعرُ الشخصُ بالانزعاجِ، عدمِ الراحة، الصداعِ، الإمساكِ، أو الشعورِ بالجوعِ أكثرَ من المعتاد. هذه كلُّها أعراضُ انسحابِ النيكوتين، ولكنَّها تَخِفُ مع الوقت.
التدخينُ ضارٌّ جدًا بأجسادنا وبصحتنا، حيثُ يؤثِّرُ سَلْبًا على صحة الفم، الرئتين والتنفُّس، صحة القلب، الوظائف المناعية، وصحة العظام، كما ويرفعُ مخاطرَ الإصابة بالسرطان.
الإقلاعُ عن التدخين يقدِّمُ فوائدَ صحيةً فوريةً عن طريقِ تحسينِ معدَّلِ نبضاتِ القلب، تقليلِ ضغطِ الدمِ المرتفع، وتحسين التنفس.
مع مرورِ الوقت، فإنَّ الإقلاعَ عن التدخين يقلِّلُ بشكلٍ كبيرٍ من مخاطرِ النوباتِ القلبية، السكتات الدماغية، وأنواعٍ مختلفةٍ من السرطان.
تشملُ الاستراتيجياتُ الفعَّالةُ للإقلاعِ عن التدخين:
وجود دافعٍ قويٍّ –
تحديد تاريخٍ للإقلاعِ عن التدخين –
استبدال التدخينِ بعاداتٍ أو أنشطةٍ بديلةٍ –
تجنُّب الظروفِ التي تحفِّزُ على التدخين –
استخدام أدويةٍ للمساعدةِ على الإقلاعِ عن التدخين (تحت الإشرافِ الطبي) –
طلب الدعمِ من الأصدقاء والعائلة –
الاستمرارية وطلب المساعدة عن طريقِ برامجِ الإقلاعِ عن التدخين، والخطوطِ الساخنةِ، والأطباءُ كلُّهم يساعدونَ في الوصول والحفاظ على نمطِ حياةٍ خالٍ من التدخين

كيف يتحوَّلُ التدخينُ إلى عادة؟

غالبًا ما يبدأُ التدخينُ بدافعِ الفضول، أو كتجربةٍ عابرةٍ من أجلِ المتعة، أو للإحساسِ بشعورِ الاندماجِ مع الآخرين. ولكنْ، سرعانَ ما يتحوَّلُ إلى عادةٍ يصعبُ تَرْكُها بسببِ النيكوتين.

يُحَفِّزُ النيكوتينُ إفرازَ مادةِ الدوبامين، والتي تعطي شعورًا مؤقَّتًا بالراحة. ولكنْ، يتلاشى هذا الشعورُ سريعًا، مما يدفعُ المدخِّنُ إلى الرغبةِ الشديدةِ بالتدخين مجدَّدًا، وهنا تبدأُ حلقةٌ مفرغةٌ من الإدمان على النيكوتين.

مع مرور الوقت، يحتاجُ الجسمُ إلى المزيدِ من النيكوتين للوصول إلى المستوى نفسِه من الإحساس بالراحة، مما يعمِّقُ الإدمان.

الأضرارُ الصحيةُ للتدخين

تحتوي السجائرُ على المئاتِ من المواِّد الكيميائيةِ الضارَّةِ والتي تؤثِّرُ سَلبًا على كلِّ جزءٍ في جسمِكَ. تعتمدُ هذه التأثيراتُ السلبيةُ على كمْ من الوقت منذ بدأُ الشخصُ بالتدخين، وكمْ من السجائر يستهلِكُ خلال ذلك، وعادةً ما تتفاقَمُ الأضرارُ بمرورِ الوقت.

أبرزُ المضاعفاتِ الصحيةِ التي يسبِّبُها التدخين:

صحةُ الفم: يسبِّبُ التدخينُ اصفرارَ الأسنان واللثة، ويؤدِّي إلى سقوط الأسنان المبكِّر –
الرئتان والتنفس: يُتْلِفُ التدخينُ الرئتين والمجاريَ التنفسية، مما يؤدِّي إلى أمراضٍ تنفسيةٍ مزمنةٍ مثل داء الانسداد الرئويِّ المزمن –
صحة القلب والشرايين: يرفعُ التدخينُ من معدَّلِ ضرباتِ القلب، ضغط الدم، ويزيدُ من خطرِ الإصابة بالنوبات القلبية والسكتاتِ الدماغية –
السرطان: التدخينُ سببٌ رئيسيٌّ لسرطانِ الرئة، والفم، والحنجرة –
إضعاف الجهاز المناعي: يُضعِفُ التدخينُ من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والالتهابات –

ماذا يحدثُ عندما تُقْلِعُ عن التدخين؟

لِحُسْنِ الحظِّ أنَّ الإقلاعَ عن التدخين يجلبُ فوائدَ صحيةً فوريةً. حيث يبدأُ الجسمُ بالتعافي والشفاء فورَ الإقلاعِ عن التدخين:

بعد 20 دقيقة من الإقلاع: يعودُ كلٌّ من نبضِ القلب وضغطِ الدم إلى معدَّلاتِهما الطبيعية –
بعد يومٍ واحدٍ من الإقلاع: تنخفضُ مستوياتُ أُحادي أوكسيد الكربون في الدم إلى الطبيعي –
بعد شهرٍ واحدٍ من الإقلاع: يتحسَّنُ التنفُّسُ ويقلُّ السعالُ بشكلٍ ملحوظ –
بعد 1-3 أشهرٍ من الإقلاع: يقلُّ خطرُ الإصابة بالنوبات القلبية –
بعد سنةٍ من الإقلاع: ينخفضُ خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف –
بعد 5-10 سنوات: ينخفضُ خطرُ الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية إلى المستوى نفسِه لو كان الشخصُ لم يدخِّنْ في حياته قَط. كما وتقلُّ احتماليةُ الإصابةُ بالسرطانات التي يسبِّبُها التدخينُ إلى النصف

كيف تقلعُ عن التدخين؟ استراتيجياتٌ فعالة

الإقلاع عن التدخين صعبٌ، ولكنه ليس مستحيلًا! قد يتطلَّبُ الأمرُ أكثَر من محاولة، ولكنَّ كلَّ محاولةٍ حتى وإنْ فشلتْ، فإنها تقرِّبُكَ إلى النجاح
إليكَ بعضَ الطرائقِ الناجحةِ لمساعدتِكَ على الإقلاعِ عن التدخين إلى الأبد

حدِّدْ دوافعَك
اسألْ نفسَكَ: “لماذا أريدُ الإقلاعَ عن التدخين؟”، حاوِلْ إيجادَ دافعٍ يساعدُكَ على الثباتِ في رحلتك. سواءٌ من أجلِ صحتك، من أجلِ عائلتك، أو ببساطةٍ، لكي تعيشَ طويلًا. كلَّما كان الدافعُ أقوى، كلَّما كان تركيزُكَ وثباتُكَ أكثر.

حدِّدْ موعدًا للإقلاع عن التدخين
تعيينُ موعدٍ محدَّدٍ للإقلاع عن التدخين يعطيكَ هدفًا أوضح. حيث يجعل قرارَكَ للإقلاع عن التدخين حقيقيًا ويساعدُكَ للتهيُّؤِ نفسيًا لهذا التحدِّي. اثبِتْ على هذا التاريخِ كنقطةِ بدايةٍ لحياةٍ خاليةٍ من التدخين.

استبدِلِ التدخينَ بعاداتٍ أخرى
حدِّدْ ماهي المحفِّزاتُ التي تجعلُكَ ترغبُ بالتدخين (مثلًا بعد تناوُلِ الطعام، أو في المواقفِ الاجتماعية مع الأصدقاء، أو مع تناوُلِ القهوة أو الشاي) وحاوِلْ أنْ تستبدلَ هذه العادات ببدائلَ أكثرَ صحيةً. حاوِلْ إبقاءَ نفسِكَ مشغولًا بنشاطاتٍ مثل الرسم، أو مضغِ العلكة، أو حتى الاتصال بصديق.  ستلاحظُ أنَّ الرغبةَ بالتدخين ستضمَحِلُّ بعد عدةِ دقائقَ، لهذا حاوِلْ أنْ تجدَ شيئًا يُلْهيكَ عن التفكير بالتدخين.

اطلبِ الدعمَ
أَخْبِرْ عائلتَكَ وأصدقاءَكَ أنَّكَ قرَّرْتَ الإقلاعَ عن التدخين، فإنَّ دعمَ المقرَّبينَ منكَ سيجعلُ الإقلاعَ أسهلَ بكثير. كما تستطيعُ أيضًا الانضمامَ إلى برامجَ للإقلاعِ عن التدخين، أو طلبَ الاستشارةَ النفسيةَ، أو حتى الانضمامَ إلى مجموعاتٍ للدعم. أنتَ لستَ وَحْدَكَ!

استخدمِ الأدويةَ عند الحاجَة
تزيدُ الأدويةُ من فُرَصِكَ في الإقلاعِ عن التدخين. حيث تساعدُك على تخفيف أعراض انسحاب النيكوتين ورغبتِك في التدخين. الخياراتُ المتوفِّرةُ تشمل:
فارينكلاين : يساعدُ على تقليلِ رغبتِكَ على التدخين وتخفيفِ أعراضِ انسحابِ النيكوتين. –
علاجات بديلِ النيكوتين: مثل ملصقاتِ النيكوتين، علكةِ النيكوتين، أو البخَّاخِ الأنفيِّ، تحتوي جميعُها على كمياتٍ محدودةٍ من النيكوتين لتخفيفِ أعراضِ انسحابِ النيكوتين –
استشِرْ طبيبَكَ لاختيارِ الأنسبِ لحالتِكَ –

واظِبْ على الاستمرارية
قد يتطلَّبُ الإقلاعُ عن التدخين عدةَ محاولاتٍ، وهذا طبيعيٌّ! في كلِّ مرَّةٍ تحاولُ فيها الإقلاعَ عن التدخين، فأنتَ تقتربُ أكثرَ من النجاح في محاولاتِكَ. لا تستسلِمْ، ولا تيأَسْ، وامْضِ إلى الأمام. فكلُّ سيجارةٍ لا تدخِّنُها تُقَرِبُكَ أكثرَ من هدفك.

أسئلةٌ تطرحُها على طبيبِكَ

عندما تبدأُ رحلتَكَ للإقلاع عن التدخين، سيساعدُكَ طرحُ هذه الأسئلةِ على طبيبك

ما هي المخاطرُ الصحيةُ للتدخين؟ وكيف يقلِّلُ الإقلاعُ عن التدخين منها؟ –
ما هي الطرائقُ أو العلاجاتُ المتوفِّرةُ للإقلاع عن التدخين؟ وأيُّها الأنسبُ لي؟ –
ما هي الأدويةُ أو بدائلُ النيكوتين المناسبةُ لي؟ وما هي آثارُها الجانبية؟ –
كيف أتعاملُ مع أعراضِ انسحابِ النيكوتين خلال رحلتي في الإقلاعِ عن التدخين؟ –
ما هي وسائلُ الدعمِ المتوفِّرةُ لمساعدتي في الإقلاعِ عن التدخين؟ (مثل الاستشاراتِ النفسيةِ أو مجموعاتِ الدعم) –
هل يمكنُكَ مساعدتي في إعدادِ خطةٍ مناسبةٍ لنمطِ حياتي الشخصيِّ لمساعدتي على الإقلاعِ عن التدخين؟ –
ما هي الاستراتيجياتُ التي أستطيعُ اتِّبَاعَها للتعامُلِ مع الرغباتِ المفاجئة للتدخين؟ –
كم مرَّةً يجبُ عليَّ مراجعتُكَ خلال رحلتي في الإقلاعِ عن التدخين؟ –

!معلومةٌ مدهشة

هل تعلمُ أنَّ التدخينَ لا يضرُّ بصحتِكَ فقط؟ بل يكلِّفُكَ الكثيرَ من الوقت والمال أيضًا.

إذا كنتَ تدخِّنُ علبةً واحدةً يوميًا لمدةِ عشرينَ عامًا، فهذا يكلِّفُكَ ما يقارب 36,000 دولار أمريكي. ليس هذا فقط. بل إنَّهُ يُنْقِصُ من عمرك ما يقارب 15,000 ساعة أيضًا. تخيَّلْ كم من الأشياء الجيِّدةِ التي من الممكِنِ أنْ تفعلَها بكلِّ هذا الوقتِ والمال!

الخبراء الضيوف

Dr. Muhammad Ahsan Zafar, MD, MSc

Pulmonary & Critical Care University of Cincinnati, USA

Dr. Eric Warm, MD

Internal Medicine, University of Cincinnati, USA