يُعتبرُ بلوغُ الأربعين مرحلةً مهمةً في الحياة، وفرصةً مثاليةً للبدء بالاهتمام بصحتك عن طريقِ إجراءِ الفحوصاتِ الدورية. فمع التقدُّمِ في العمر، قد تبدأُ بعضُ المشكلاتِ الصحية بالتطوُّرِ من دون أعراضٍ واضحةٍ، مثلِ ارتفاعِ ضغطِ الدم، السكَّري، وارتفاعِ الكوليسترول. وإهمالُ هذه الحالاتِ يؤدِّي إلى مضاعفاتٍ صحيةٍ خطيرة، كالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والفشل الكلوي.
إجراءُ الفحوصات الصحية الدورية هو المفتاحُ للكشف المبكِّرِ والوقاية. دعونا نتعرَّفْ على ما هي أهمُّ الفحوصاتِ التي ينبغي أنْ تفكِّرَ بإجرائها بعد بلوغِكَ سنَّ الأربعين، وكيف تساهمُ في الحفاظ على صحتك.
مع بلوغِ سنِّ الأربعين وما بعده، يصبحُ الاهتمامُ بالصحة أكثرَ أهميةً من أيِّ وقتٍ مضى
الفحوصاتُ المنتظمةُ ضرورية، وبالأخصِّ لكشفِ حالاتٍ مثل السكَّري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتي قد تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ عند إهمالِها، مثل النوبات القلبية، السكتات الدماغية، والفشل الكلوي.
تجبُ مراقبةُ ضغطِ الدم بانتظامٍ. مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ ما فوق 120/80 ملم زئبق يعتبرُ مرتفعًا نسبيَّا وعلى حافة الخطر. وإنْ كانت أعلى من 140/90 ملم زئبق فذلك يعتبرُ ارتفاعًا لضغط الدم.
تشمل فحوصات السكري عدةَ اختباراتٍ. مثل، جلوكوز الدم الصائم، اختبار تحمُّلِ الجلوكوز، أو فحص HbA1c، ويُنصَحُ بإعادةِ تكرارِ هذه الاختبارات كلَّ 3 سنوات لمن كانت نتائجُهم طبيعيةً.
يجبُ أنْ يتمَّ تقييمُ الكوليسترول عن طريقِ فحصِ الدهون الشاملة (Lipid Profile)، ويُنصَحُ بإعادةِ الفحص كلَّ 5 سنوات، أو بشكلٍ أكثرَ تكرارًا للأشخاص الذين لديهم عواملُ خطرٍ إضافية.
تغييرات نمطِ الحياة، مثل تحسينِ النظام الغذائي، السيطرةِ على الوزن، ممارسةِ الرياضةِ بانتظامٍ، والإقلاعِ عن التدخين، كلُّها تلعبُ دورًا جوهريًا في الوقاية من هذه الحالات والسيطرة عليها، مما يقلِّلُ من خطرِ الإصابةِ بمضاعفاتٍ مثلِ النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تحدَّثْ مع طبيبِكَ لوضْعِ خطةِ تقييمٍ لصحتِكَ تتناسبُ مع حالتِكَ الشخصية.
مع دخولِكَ سنَّ الأربعين، فإنَّ أخْذَ خطواتٍ استباقيةٍ يساعدُكَ على الوقاية من الأمراض أو السيطرة عليها قبل تطوُّرِها إلى مشاكلَ يصعُبُ حَلُّها.
أهمُّ الحالات الصحية الواجب مراقبتُها:
ارتفاع ضغط الدم –
السكَّري –
ارتفاع الكوليسترول –
ضغطُ الدم مؤشِّرٌ رئيسيٌّ لصحة القلب، لهذا من الضروريِّ متابعتُه بانتظام
ضغطُ الدمِ الطبيعيُّ يكونُ أقلَّ من 120/80 –
الضغطُ المرتفعُ نسبيًا (ما قبل المرتفع) يكونُ ما بين 120/80 و130/90 –
ارتفاعُ ضغطِ الدمِ يكونُ أكثرَ من 130/90 –
نصائحُ للحصولِ على قراءةٍ دقيقة:
تجنَّبِ التمارينَ، التدخين، أو شُرْبَ المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل الفحص بـ30 دقيقة –
اجلسْ باسترخاءٍ لمدةِ 5 دقائق قبل إجراءِ الفحص –
أعِدِ الفحصَ سنويًا إنْ كانَ طبيعيًا، أو بشكلٍ متكرِّرٍ أكثرَ إنْ كان مرتفعًا نسبيًا –
قد يظلُّ السكَّري غيرَ مكتشَفٍ لسنواتٍ. الفحصُ المنتظمُ ضروريٌّ، خاصةً إنْ كان لديكَ عواملُ خطرٍ مثل تاريخٍ عائليٍّ للسكَّري، أو كنتَ تعاني من السمنة أو الوزنِ الزائد.
هناك ثلاثُ طرائقَ شائعةٍ لفحص السكَّري
سكَّرُ الدمِ الصائم: وهو فحصٌ للدمِ بعد الصيامِ التامِّ لمدة 8 ساعات –
اختبارُ تحمُّلِ الجلوكوز: فحصٌ لمستوى الجلوكوز في الدمِ بعد تناوُلِ 75 غرامًا من محلول الجلوكوز –
هيموغلوبين : وهو اختبارٌ يقيسُ متوسِّطَ مستوياتِ السكَّرِ في الدم خلال آخِرِ ثلاثةِ أشهر –
إذا كانت نتائجُكَ طبيعيةً، تُعادُ الفحوصاتُ كلَّ ثلاثِ سنوات.
لمستوياتِ الكوليسترول تأثيرٌ مهمٌّ جدًا على صحة القلب. الفحصُ الشاملُ للدهون (Lipid Profile) يقيسُ مستوياتِ مختلفِ الدهونِ الموجودةِ في الدم. إنْ كانتْ مستوياتُ الكوليسترولِ طبيعيةً، يُعادُ الفحصُ كلَّ خمسِ سنواتٍ. ولكنْ، إنْ كان عندَكَ أيٌّ من عواملِ الخطر (سكَّري، ضغط، سمنة) فتحتاجُ إلى تكرارِ الفحص بفتراتٍ أقل.
اتِّباعُ أسلوبِ حياةٍ صحِّيٍّ يمكِنُ أنْ يقلِّلَ من خطر الإصابة بهذه الأمراض، أو يساعدَ في السيطرة عليها. إليكَ بعضَ التوصيات:
تحسين النظام الغذائي: قلِّلْ من تناوُلِ الأطعمة المقلية والغنية بالدهون والسكَّريات. وأَكْثِرْ من تناوُلِ الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة
السيطرة على الوزن: حتى فِقدانُ القليلِ من الوزن يمكِنُ أنْ يُحدِثَ فرقًا كبيرًا في السيطرة على ضغط الدم، السكَّري، والكوليسترول
التمارين الرياضية المنتظمة: حاوِلْ ممارسةَ الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل، 3-5 مراتٍ أسبوعيًا. ممارسةُ نشاطاتٍ مثل المشي، السباحة، ركوب الدراجة الهوائية، لها فوائدُ جيدةٌ للقلبِ، الأيضِ، والصحةِ بشكلٍ عام
الإقلاع عن التدخين: إنْ كنتَ تدخِّن، فإنَّ الإقلاعَ عن التدخين هو واحدٌ من أفضلِ الأشياء التي من الممكِنِ فعلُها من أجلِ صحتك
عند بلوغِكَ الأربعين، فإنَّ من الضروريِّ مناقشةَ إجراءِ فحوصاتِ السرطان مع طبيبك. فإنَّ الكشفَ المبكِّرَ هو الأساسُ في علاجِ مختلفِ أنواعِ السرطان، يمكِنُ لطبيبِكَ أنْ يرشدَكَ إلى الفحوصات المهمة اعتمادًا على تاريخِكَ الشخصيِّ والعائلي.
عمرُ الأربعين غالبًا ما يُعرَفُ بـ”سن الحكمة”. فهو وقتُ التأمُّلِ في الإنجازاتِ والتخطيطِ للمستقبل. وفي حين أنَّ بلوغ هذا العمرَ يرافقُه الكثيرُ من المشاعرِ، فإنه يُعتبَرُ أيضًا وقتًا مثاليًا للبدءِ بتبنِّي عاداتٍ صحيةٍ للفصلِ القادمِ من الحياة.
مع اقترابِكَ من عمرِ الأربعين، إليكَ بعضَ الأسئلةِ المهمةِ لكي تناقشَها مع طبيبِك:
ما هي عواملُ الخطورةِ للإصابة بالسكَّري أو ارتفاعِ ضغطِ الدمِ أو ارتفاعِ الكوليسترول في هذا العمر؟ –
ما هي الخطواتُ التي يجب عليَّ اتِّباعُها إذا كانَ ضغطُ الدمِ عندي مرتفعًا نسبيًا؟ –
ما هي الطرائقُ المختلفةُ لفحص السكَّري؟ وكم مرةً أحتاجُ لإجراءِ هذه الفحوصات؟ –
كم مرةً يجبُ عليَّ فحصُ الدهونِ والكوليسترول؟ –
ما هي التغييراتُ في نمطِ الحياةِ التي يجبُ عليَّ اتِّبَاعُها للتقليلِ من مخاطرِ الإصابةِ بحالاتِ (السكَّري، الضغط، الكوليسترول) أوِ التحكُّمِ بها في حالِ كنتَ مصابًا بها؟ –
هل هناكَ أيُّ فحوصاتٍ إضافيةٍ يجبُ عليَّ إجراؤُها بعدَ سنِّ الأربعين؟ –
كيف يمكِنني الإقلاعُ عنِ التدخينِ بنجاحٍ؟ وما هي الأدواتُ المتاحةُ لمساعدتي؟ –
هل يمكِنُكَ مساعدتي في وضعِ خطةٍ صحيةٍ مخصصةٍ لكي تساعدَني في الحفاظِ على صحةٍ جيدةٍ وأنا أبدأُ هذه المرحلةَ الجديدةَ من حياتي؟ –