يُعَدُّ النومُ واحدًا من أهمِّ جوانبِ صحتِنا اليومية. في الواقع، إذا عاش الإنسان 60 عامًا، فإنه سيقضي 20 عامًا منها نائمًا! ولكنْ، النومُ لا يقتصرُ فقط على الراحة – بل هو الوقتُ الذي يقومُ فيه الجسدُ والدماغُ بأهمِّ أعمالِهما. حيثُ يتعافى الجسدُ ويستعيدُ نشاطَه، بينما يقومُ الدماغُ بتنظيمِ الذكرياتِ والمعلومات خلال النوم. سواءً خلالَ قيلولةٍ قصيرة، أو خلال نومٍ عميقٍ طوالَ الليل، فإنَّ النومَ الجيدَ يمكِنُ أنْ يُحدِثَ فرقًا كبيرًا في أدائِنا وشعورِنا خلال اليوم.
فلنتعمَّقْ أكثرَ في أهميةِ النوم الجيد، وكيف يمكِنُنا تحسينُ نوعيةِ النوم، وما الذي يجبُ فعلُه في حال كنتَ تعاني من مشاكلَ متعلِّقةٍ بالنوم.
النومُ ضروريٌّ للصحة الجسدية والنفسية، حيث يساعدُ على التعافي وتنشيطِ الجسم والعقل.
جودةُ النوم لا تقلُّ أهميةً عن كمِّيَّتِه، فكلُّ مراحلِ النوم تساهمُ في مختلف الفعاليات مثلِ ترسيخِ الذكريات وتنظيمِ العواطف.
قلَّةُ النومِ أو النومُ السيِّءُ قد يؤدِّيان إلى العصبية، وزيادة الشهية، والنعاسِ خلال النهار، وضعفٍ في الوظائف الحسية.
يلعبُ النومُ دورًا مهمًا في تنظيم الهرمونات، والوظائف المناعية، ومستويات الطاقة، والشهية.
الحفاظُ على جدولٍ منتظم للنوم، تجنُّبُ الكافيين قبل النوم، وإنشاءُ روتينٍ مريحٍ وقتَ النوم، جميعُها تحسِّنُ من جودة النوم.
إنشاءُ بيئةٍ مريحةٍ للنوم، مثل غرفةٍ مظلمة، وباردة، وتقليلُ استعمالِ الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، تساهمُ في نومٍ أفضل.
الابتعادُ عن الشاشات والأنشطة المحفِّزةِ قبل النوم يساعدُ الدماغَ على الاستعدادِ للنوم بشكلٍ أفضل.
إذا كنتَ تعاني من مشاكلَ مستمرةٍ مثلِ الأرق، انقطاع النفس أثناء النوم، أوِ النعاسِ المفرطِ أثناء النهار، فيجب عليك استشارة الطبيب.
يُنصَحُ باستشارة طبيبٍ مختصٍّ في مشاكلِ النوم لمعالجة مشاكلِ النوم المعقَّدةِ والتي تؤثِّرُ على الصحة العامة.
قلَّةُ النومِ أو سوءُ جودتِه تؤثِّرُ سلبًا على جسدك وعقلك. وتشملُ التأثيراتُ السلبية:
التهيُّج العصبي: قلة النوم عادةً ما تجعلُكَ أكثرَ انفعالًا وعصبية.
زيادة الشهية: يمكِنُ للنوم السيِّءِ أنْ يؤدِّيَ إلى اختلال هرمونات تنظيمِ الجوع، مما يؤدِّي إلى زيادةٍ في الرغبة بالأطعمة الدسمة ذات السعرات العالية.
النعاس اثناء النهار: قد تشعرُ بالتعب طول اليوم، مما يؤثِّرُ على قدرتِك الإنتاجية والتركيز.
ضعف في الوظائف الحسية: تتراجعُ قدرتُكَ على اتِّخاذِ القرارات وعلى حلِّ المشاكل في حالة النوم السيِّء.
مخاطر صحية: مشاكلُ النوم المزمنة قد تؤدِّي إلى ارتفاعِ ضغطِ الدم، الاكتئاب، ومشاكلَ صحيةٍ خطيرةٍ أخرى.
هنالك العديدُ من الخطوات التي يمكِنُك اتِّباعُها لتحسين جودة وكمية نومك:
التَزِمْ بجدولٍ منتظم: حاولِ الإخلادَ إلى النوم والاستيقاظَ في أوقاتٍ منتظمةٍ كلَّ يومٍ، حتى أيامَ العُطَلِ ونهايةِ الأسبوع. حيث إنَّ ساعتَكَ البايلوجيةَ تحبُّ الاستمرارية.
تجنَّبِ الكافيين: تجنَّبْ تناوُلَ الكافيين من 6 إلى 8 ساعات قبل النوم. حيث إِنَّ الكافيين يبقى في جسدك لحوالي 8 ساعات، مما يَحُدُّ من قدرتِكَ على النوم.
قُمْ بإنشاءِ روتينِ نومٍ مريح: مارِسْ أنشطةً مهدِّئةً قبل النوم بــ20-30 دقيقة تقريبًا، مثل القراءة، التأمُّل، أو تمارين التمدُّد الخفيفة.
قُمْ بتهيئةِ بيئةٍ مريحةٍ للنوم: اعملْ على أن تكونَ غرفةُ نومِكَ هادئةً، مظلمةً، وباردة. الظلامُ يحفِّزُ إفرازَ هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الشعور بالنعاس.
تجنَّبِ استعمالَ الأجهزة الالكترونية: تَجَنَّبِ استعمالَ الشاشات (الهواتف، الأجهزة اللوحية والحواسيب) قبل النوم بساعةٍ على الأقل، لأنَّ الضوءَ الأزرقَ يؤثِّرُ سلبًا على إفرازِ الميلاتونين.
لا تتقلَّبْ في الفراش: إنْ لم تستطعِ النومَ خلال 30 دقيقة من لجوئِكَ إلى الفراش، انهضْ وقُمْ بعملِ نشاطٍ مهدِّئٍ ومريحٍ حتى تشعرَ بالتعب والنعاس مرةً أخرى.
أحيانًا، قد تكونُ بعضُ المشاكلِ الصحيةِ سببًا للنوم السيِّءِ. ومن اضطرابات النوم الشائعة
الأرق: صعوبةٌ في الإخلادِ إلى النوم على الرغم من المحاولات والاسترخاء
انقطاع النفَسِ أثناء النوم: وهي حالةٌ يتوقَّفُ فيها التنفُّسُ بشكلٍ متقطِّعٍ أثناء النوم، مما يؤدِّي إلى نومٍ مضطربٍ وغيرِ مريح.
النعاس المفرط خلال النهار: الشعورُ الدائم بالتعب حتى بعد الحصول على قسطٍ وافٍ من النوم.
في حال حاولتَ تحسينَ جودةِ نومِكَ ولا زلتَ تعاني من مشاكلَ في النوم والراحة، من الأفضل زيارةُ أخصائي نوم.
هل كنتَ تعلمُ أنَّ كلَّ الحيوانات، الأسماك، وحتى الحشرات تحتاجُ إلى النوم؟ لكنْ، لكلٍّ منها طريقتُها الفريدةُ للنوم. بعضُها ينام واقفًا، وبعضُها ينام بأعينٍ مفتوحةٍ، وحتى أنَّ بعضَها ينامُ رأسًا على عقب!
على سبيل المثال، للدلافين دورةُ نومٍ مذهلةٌ، حيث إنَّ واحدًا من نصفي دماغ الدولفين فقط ينامُ في كلِّ مرةٍ! وهذه الطريقة تسمح لهم بالبقاء قادرين على السباحة، الأكل، والبقاءِ منتبهين للمفترِسات في حين إنَّ النصفَ الآخرَ من أدمغتهم يرتاح.
إنْ كنتَ تعاني من تحدياتٍ للإخلادِ إلى النوم، فإليكَ بعضَ الأسئلة التي يجبُ عليك مناقشتُها مع طبيبك:
ما عددُ ساعات النوم المثاليِّ لشخصٍ بعمري؟
كيف يمكنني تحسين جودةِ نومي؟
هل هنالك حالاتٌ طبيةٌ تؤثِّرُ على نومي؟
ما هي العلاماتُ الشائعةُ لاضطراباتِ النوم؟ وهل عليَّ القلقُ منها؟
كيف يؤثِّرُ جدولُ النوم الخاصُّ بي على صحتي العامة؟
ما هي التغييراتُ في نمط حياتي او عاداتي اليومية التي يجب عليَّ تبنيها لنومٍ أفضل؟
ما هو تأثيرُ القلق أو التوتُّرِ على جودة النوم؟ وكيف من الممكِنِ التحكُّمُ بهما؟
هل من الطبيعيِّ أنْ أجدَ صعوبةً في الإخلادِ إلى النوم أو في البقاء نائمًا؟ ومتى يجبُ عليَّ طلبُ المساعدة الطبية؟
هل توجدُ أدويةٌ أو مكمِّلاتٌ من الممكِنِ أنْ تساعدَني على تحسينِ النوم؟